الرسول يفاجئ المشركين بالإسراء

محمد جميل زينو

لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من مسراه إلى بيت عمه أبي طالب وأخبر بنت عمه (أم هانئ) أنه يريد أن يخرج إلى القوم ويخبرهم بما رأى في مسراه من عجيب قدرة الله، تعلقت بردائه.

  • التصنيفات: ملفات شهر رجب والإسراء والمعراج -

لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من مسراه إلى بيت عمه أبي طالب وأخبر بنت عمه (أم هانئ) أنه يريد أن يخرج إلى القوم ويخبرهم بما رأى في مسراه من عجيب قدرة الله، تعلقت بردائه.

 

أم هانئ [في رجاء].: أنشدك الله يا ابن عمي ألا تحدث بهذا قريشًا؛ فيكذبك مَن كان صدّقك.

 

"الرسول يضرب بيده على ردائه، فينزعه منها ثم يخرج مسرعًا".

أم هانئ [لجاريتها].: اتبعيه وانظري ماذا يقول.

 

الجارية [بعد عودتها].: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم فقعد حزينًا حيث عرف أن الناس تكذبه، وما أحبَّ أن يكتم ما أكرمه الله به.

 

أبو جهل [كالمستهزئ].: هل كان من شيء؟

الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم أُسري بي الليلة.

 

أبو جهل: إلى أين؟!!

الرسول صلى الله عليه وسلم: إلى بيت المقدس.

 

أبو جهل [في دهشة].: ثم أصبحت بين ظهرانَيْنا؟!!

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم».

 

أبو جهل [متحديًا].: أرأيت إن دعوتُ قومك أتحدثهم بما حدثتني؟

الرسول [في شجاعة وتصميم].: «نعم».

 

أبو جهل [صائحًا].: يا معشر بني كعب.

"قريش تَنفضُّ من مجالسها وتسرع نحو الصوت".

 

أبو جهل [لمحمد].: حدّث قومك بما حدثتني.

الرسول [يتحدث إليهم].: إني أُسري بي.

 

قريش: إلى أين؟

الرسول صلى الله عليه وسلم: «إلى بيت المقدس».

 

"قريش في ضجة وصفير وتصفيق".

المُطْعِم [مكذبًا].: أنا أشهد أنك كاذب؛ نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس ذهابًا في شهر، تزعم أنك أتيته في ليلة واحدة؟! واللات والعزى لا نصدقك.

 

"رجال يسعَون إلى أبي بكر بالخبر".

أبو بكر: إن قال ذلك فقد صدق!!

 

قريش: أتصدقه على ذلك؟!

أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعدُ من ذلك: أصدقه على خبر السماء يأتيه في لحظة.

 

الرسول [لأبي بكر].: «إن الله قد سماك "الصديق».

 

"انظر السيرة النبوية لابن هشام بتصرف 1/ 402"

"وانظر البداية والنهاية لابن كثير بتصرف: 3/ 141"